يعاني المسلمون في أوروبا من العديد من المشاكل المزمنة، أقلها أكثر من مقلقة، والأسباب في ذلك كثيرةٌ متعددةٌ. منها المشاكل الداخلية للعاملين في المجال ومنها الخارجية المتعلقة بالمجتمع ككل.
وفي المجمع نحاول العمل على حل كلا النوعين، ونلتزم الحياد التام سياسياً كمبدأٍ نبني عليه جميع حلولنا، بل ونرفض رفضاً حاسماً الانضواء تحت لواء أي فصيلٍ أو جماعةٍ، وندعو الجميع إلى ترك التحزب، حيث ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يضر ولا ينفع، ونحن في عصرٍ ينفتح فيه الكل على الكل، نمد فيه أيدينا لبعضنا البعض. فلا مجال للجنسيات ولا للأحزاب والفصائل لدينا، ولا نهتم سوى بحل مشاكل المسلمين في أوروبا وما يتعلق بها، تاركين السياسة العربية بكل ما فيها لأهلها، وفي المقابل ندعو إلى الاندماج في مجتمعاتنا الأوروبية مع عدم فقدان الهوية.
وتتمثل أولى تحديات الاندماج في تحديث وتطوير الحياة الدينية للمسلمين في الغرب، فلا يصح أن تكتفي المساجد مثلاً بصورتها النمطية العتيقة، ضاربةً عرض الحائط بمستجدات الحياة ومتطلباتها، لا سيما في أوروبا التي أوشك غالبية الشباب فيها على الإلحاد، ولا يجدون ثم حلولٍ لدى القائمين على الأمر.
ومن هذا المنطلق قررنا إنشاء اتحاد المجمع لاستعادة الحياة الأسرية دينياً وتطويرها مجتمعياً، بما يعود بالنفع على أولادنا جميعاً.
اتحادنا معني بمجالين أساسيين:-
الأول: الدعم الاجتماعي للأسر وذويهم عبر العديد من الأنشطة، من لقاءات ورحلات، إلى الندوات والمؤتمرات، مروراً بالحفلات والتجمعات، وانتهاءً بدعم اندماج المسلمين وإعلاء شأنهم في أوروبا سياسياً واجتماعياً بل وحتى إعلامياً، الأمر الذي نراه ضرورياً جداً لتعويض النقص الحاد في حياة المغتربين فيها.
الثاني: دعم المساجد وتوحيد مجهوداتها في كل مدينةٍ على حدة، كي تكون قادرةً على الاضطلاع بمهامها الحقيقية، وليس بمجرد إقامة بعض الشعائر فقط. يجب أن يعود المسجد إلى صورته في عهد النبوة، إذ كان مركزاً للحياة بشكلٍ متكاملٍ، وليس استنساخاً لصورة المساجد الحالية في البلاد العربية، فهذه البلاد ليست ولن تكون عربية.
والحق أن هناك العديد من الفرص الرائعة المتاحة لمساعدة المساجد مادياً وإدارياً في دورها الجديد، وإحدى مهامنا الأساسية هي التوعية بهذا الجانب المهمل جداً حتى الأن من قبل مساجدنا في الغرب.
هذا وننوه عناية المتابعين إلى أن المجمع تنبثق عنه العديد من المشاريع التي تحمل في بداياتها اسمه العام (المجمع) ثم التخصيص بنوعية النشاط، مثل:
المجمع الإسلامي: وهو مشروعٌ لا يزال في طورٍ جنينيٍ، يهدف إلى تأسيس مسجد مركزيٍ جامعٍ للناطقين بالعربية من المسلمين يليق بهم وبمدينة دوسلدورف، يكون منارةً متكاملةً للجالية الإسلامية في الولاية. وإلى ذلك الحين نعمل على تقديم خدماتنا بأشكالٍ وطرقٍ متعددة.
المجمع التعليمي: ويهدف إلى رفع كفاءة أبنائنا الدراسية، سواء من خلال دروس التقوية الموازية للمدارس، أو من خلال تعليمهم لغات برمجة الكمبيوتر والروبوت.
المجمع الطبي: أيضاً في طور الإعداد والتأسيس، بهدف جبر النقص الحاد في التخصصات التي تحتاج إلى تفاهمٍ أوثق بين المرضى العرب والأطباء.
المجمع الرياضي: وقد بدأ نشاطه بتوفير العديد من الصالات الرياضية في مدينة دوسلدورف للرجال والنساء بمختلف أعمارهم.
المجمع السكني: مشروع سكني اجتماعي، يتيح للمشتركين به البناء بتكاليف أقل كثيرًا من التكاليف الفردية، بالإضافة إلى تجانس وتآلف القاطنين، مما يؤهلهم لاستخدام مجمعهم السكني على الوجه الأمثل، بما يشمل ناديًا اجتماعيًا وشبكةً من الأنظمة الإلكترونيةً خاصين بالمشتركين به فقط.
في أوساط المسلمين ينتشر اسم المجمع الإسلامي أكثر من غيره من المشاريع، ويلقى قبولاً أوسع لدرجةٍ جعلتنا نحن كإدارة المجمع نقبل هذه التسمية كاسمٍ لنا، رغم أن المجمع في أصله عامٌ يحوي خدماتٍ وأنشطةً أخرى كثيرة ليست بالدينية.