ماذا نريد من ألمانيا؟ وماذا تريد هي منا؟

7 ديسمبر 2023 بواسطة
Event Manager


ما هو هدفنا في ألمانيا؟


لنتكلم هنا بكل وضوحٍ، ماذا نريد كمسلمين من ألمانيا؟ وماذا تحتاج هي منا؟

ه كذل نريد لنا -أو لأبنائنا- أن نكون ألماناً بشكلٍ كاملٍ؟ وهل تنتظر هي منا ذلك من خلال كل النفقات التي تتحملها من أجل اندماجنا فيها؟


أعتقد جازماً أن الإجابة: لا


فلن نكون ألماناً ولو حتى حاولنا ذلك، وكذلك سيظلون ينظرون إلى أبنائنا كألمان من أصل سوري ومصري وهكذا.. كما وأن ألمانيا نفسها تفهم ذلك وتعيه جيداً، لذا فهي لا تنتظر منا أن نتحول إلى أوربيي الطباع، لكن فقط إلى أوربيي المقام والنظام.


أو بمعنىً آخر، لا أحد ينتظر منا أن نتخلى عن إسلامنا كي يحبونا ويروا فينا اندماجاً جيداً، مطلقاً.. فقط يرغبون أن نعرف النظام ونحترمه، وأن نقبل الآخرين على اختلاف آرائهم، ونحترم هذا الاختلاف فيهم كما نريد منهم نحن أيضاً أن يحترموا اختلافنا عنهم دينياً، وكذلك في عاداتنا وتقاليدنا التي نحترمها ولن نتخلى عنها.


وهنا تنشأ مهمة مشتركة، وهي كيف نصل بالمسلمين هنا إلى هذه القناعة والالتزام التام بها؟ وكيف نصل بالألمان إلى تقبل هذا الواقع الدولي الذي لم تعد للحدود فيه تلك المكانة التي عرفوها من قبل؟


إنها فعلاً تعني أن نلتقي في منتصف الطريق.. فليس مطلوباً منا أن نخسر أجمل ما فينا، بل مطلوبٌ أن نكمله بأجمل ما لدى الألمان، ونريد منهم جميعاً أن يدركوا هم أيضاً كذلك.. وهو ما تقوم به بعض الجهات الحكومية بالفعل، ويجب علينا أن ندعمه ونقويه.. يجب علينا أن تكون لنا ردودٌ قويةٌ ومؤثرة، لا سيما عند الرد على السؤال الذي طرحه البعض منهم:


هل ينتمي الإسلام إلى ألمانيا؟


يجب أن تكون لنا إجابةٌ مسموعةٌ ومدويةٌ، وهي: نعم، الإسلام في ألمانيا منذ مئات السنين، وألمانيا تحتاج إلى المسلمين، كما يحتاج المسلمون إلى ألمانيا.


لن نشرب الخمر، ولن نقبل لنا ولأولادنا أكل ما حرمه الله، وما إلى ذلك.. لكننا سنأخذ منهم احترام القوانين، ونريد أن نرد لهم الجميل حين استقبلونا، فهذا من خصال المسلمين الكرماء.

لكننا سنسعى وبكل جهدٍ أن نحصل على كامل حقوق المواطنة للمسلمين، وما لها من مزايا.. فلسنا نقبل بأن نكون من مواطني الدرجة الثانية، ولا نقبل أن تهضم حقوقنا، ولا أن يمُنَّ أحد علينا بها.. علينا ما على كل أهل ألمانيا من واجبات، ولنا كل ما لهم من حقوق.


الصورة المرفقة: هي من تصويرنا في رحلةٍ لمسجد بناه أحد الأمراء في ألمانيا منذ ٢٤٥ عاماً (عام ١٧٧٦).. die rote Moschee in Schwetzingen